
أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، اليوم الإثنين، أنه في حال فاز بالانتخابات المقبلة وشكّل حكومة جديدة، سيطرح "قانونًا بسيطًا" ينص على أن "من لا يتجند للجيش لن يصوّت في الانتخابات".
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
يأتي ذلك في ظلّ تصاعد الجدل حول قانون التجنيد الذي يسعى الائتلاف الحاكم إلى تمريره لإعفاء الحريديين من الخدمة العسكرية، بالتوازي مع انسحاب الأحزاب الحريدية من مناصبها في الحكومة والكنيست، واستعدادها لتنظيم احتجاجات واسعة يوم الخميس المقبل.
وقال لبيد في مستهل اجتماع كتلة حزبه "ييش عتيد" في الكنيست: "في الحكومة المقبلة سيكون قانون واضح: من لا يصل إلى معسكر التجنيد، لا يصل إلى صندوق الاقتراع. من لا يتجند، لا يصوّت".
وأضاف لبيد أن الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو وبدعم أرييه درعي "لا تحاول حتى الإيهام بأنها معنية بتجنيد الحريديين"، معتبرًا أن "اقتراحهم مليء بالخداع والتضليل".
وتابع: "منذ يومها الأول، تقول هذه الحكومة: لا لتجنيد الحريديين، نعم لتجنيد الأموال". وتطرق لبيد إلى مناقشة مرتقبة في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، يوم الخميس، حول ما يُعرف بـ"مخطط بيسموت" لتسوية قضية التجنيد.
وقال لبيد "إنها مسودة مخزية لقانون التهرب، صُممت بالكامل لضمان ألا يتجند أي حريدي للجيش، وألا يُصاب أحد منهم أو يُقتل في المعارك، أو يكون جزءًا من القصة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن حزبه صوّت سابقًا لصالح مقترح قانون مماثل، ينص على منع التصويت لمن يرفض التجنيد، مضيفًا: "سنطرح هذا القانون مجددًا دون تردد، وسنقول للحريديين: هذا ليس ضدكم، ولا عقوبة، بل دعوة لتكونوا جزءًا من القصة الإسرائيلية، من المصير المشترك، في دولة يتساوى فيها الجميع في الواجبات قبل أن يتساووا في الحقوق".
ليبرمان يهاجم "مليونية الحريديين"
وفي السياق نفسه، هاجم رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، خلال اجتماع كتلته البرلمانية، "مظاهرة المليون" التي يخطط لها التيار الحريدي احتجاجًا على أوامر التجنيد واعتقال المتخلفين عنها.
وقال ليبرمان: "زعماء المؤسسة الحريدية ينظمون تظاهرة تهرب من التجنيد بمشاركة مليون شخص. كانوا يقولون سابقًا إن من لا يدرس التوراة سيتجند، أما اليوم فقد أسقطوا كل الأقنعة: حتى من لا يدرس لن يتجند".
وأضاف ليبرمان أن "التحريض ضد التجنيد أثناء الحرب جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن حتى 15 عامًا"، معتبرًا أن من يرفض التجنيد "يعمل كطابور خامس ضد أمن إسرائيل".
وهاجم ليبرمان حزب الليكود الحاكم، بعد إعلان عدد من نوابه نيتهم المشاركة في المظاهرة، قائلًا: "تصرف الليكود مخزٍ ومثير للشفقة. وضعوا دمية على رأس لجنة الخارجية والأمن لتمرير قانون التهرب. اليوم يروّجون لقوانين دينية، وعندما نعود إلى الحكم سنلغي كل هذه القوانين وسنجند الجميع".
واتهم الأحزاب الحريدية بالتمييز ضد النساء، قائلًا: "اليوم هناك ثلاث أحزاب فقط في العالم لا تسمح بترشح النساء في قوائمها: يهدوت هتوراه، شاس، وطالبان".
غانتس ينتقد الحكومة والمعارضة معًا
بدوره، تطرّق رئيس حزب "كاحول لافان" ووزير الأمن الأسبق، بيني غانتس، إلى الجدل حول تجنيد الحريديين، مشددًا على أن حزبه "لن يشارك في أي حكومة لا تُقرّ قانون خدمة للجميع".
وقال: "لن نسمح بتكرار ما حدث في حكومة التغيير عندما جرى التهرب من هذا الالتزام". وأضاف غانتس تعليقًا على "مظاهرة المليون": "هذه ليست مظاهرة ضد التجنيد، بل ضد المجتمع الإسرائيلي نفسه. أدعو الجمهور الحريدي إلى عدم المشاركة فيها".
كما هاجم وزير الأمن السابق، يوآف غالانت، المظاهرة، داعيًا أنصار حزب الليكود إلى عدم المشاركة فيها، في موقفٍ مماثل لموقف وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، الذي اعتبر أن المظاهرة "تتناقض مع قيم الليكود".