تحذير إسرائيلي من التعلق بـ"الخط الأصفر" على حدود غزة

تل أبيب / PNN - في الوقت الذي يبدي فيه الجيش الإسرائيلي وحكومته تحمّساً لافتا لما بات يسمى 'الخط الأصفر' على الحدود مع قطاع غزة، ويتم عرضه باعتباره إنجازا أمنيا عسكريا، لكن هناك تحذيرات إسرائيلية متزايدة من أن الاعتماد على الحدود المؤقتة من خلال هذا الخط قد يحجب الهدف الحقيقي المتمثل في 'الاستقرار الأمني'.

ذكر مراسل موقع 'زمان إسرائيل' أمير بار- شالوم، أنه 'في الأسابيع الأولى من اندلاع الحرب ضد غزة، حتى قبل أن يصبح جدعون ساعر وزيراً للخارجية، وبينما كان لا يزال معارضاً صريحاً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قال إن النصر في هذه الحرب لن يتحقق إلا إذا خسرت غزة الأراضي لصالح إسرائيل، بل إن كثيرا ما يذكر وزراء الحكومة في المقابلات والتصريحات الصحفية أن الاحتلال يسيطر على 53 بالمئة من أراضي القطاع، وكأنه احتلال دائم، وهو ثمن خسارة حماس والفلسطينيين لهجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر'.

وأضاف شالوم، في مقال ترجمته 'عربي21' أن 'وزير الزراعة آفي ديختر أطلق على هذا الاقتطاع من أراضي القطاع اسم 'نكبة 2023'، وهذا ليس من قبيل الصدفة، لأن الاسرائيليين يعيشون سنة انتخابية، وفي سنة كهذه يكون صدى الرسائل الجذابة مهما جدا، في الانتخابات التمهيدية بقدر ما يكون في يوم انتخابات الكنيست'.

وأوضح أنه 'على الصعيد الميداني، يظهر الجيش الإسرائيلي تشددا في إطلاق النار على كل فلسطيني يقترب من الخط الأصفر الحدودي، وليس عبثا أن سياسته تبدو عدوانية على طوله، لأن هدفه هو خلق واقع أمني يتم بموجبه فرض خطوط الفصل الحدودية بالنار، كما هو سائد في جنوب لبنان، بعد أن انسحب الجيش بعد صفقة التبادل الأخيرة، وقام بتفكيك العديد من مواقعه العسكرية على طول وعبر القطاع التي تم إنشاؤها خلال العامين الماضيين'.

وأشار إلى أنه 'في هذه البؤر العسكرية تم إنشاء بنية تحتية واسعة النطاق للاتصالات، حيث شوهدت هوائيات الهواتف المحمولة داخل غزة من بعيد؛ وظهر استقبال الهاتف الخليوي الاسرائيلي داخل القطاع ممتازا، مع العلم أنه على ما يبدو، في هذه الأثناء، فإن الأعمال على طول الخط الأصفر ليست مكثفة، لأن إسرائيل تنتظر لترى ما سيحدث في المرحلة الثانية من الصفقة، لكن الحديث عن هذا الخط باعتباره الحدود الجديدة في غزة يجب أن يكون حذرا'.

وأضاف أن 'الخط الأصفر هو خطوة وسيطة، ويجب على إسرائيل ألا تقع في حب فكرة أنه حدود دائمة، طبعا هذا لا يعني أنه إذا تأخر تجريد القطاع من السلاح فإنه لن يبقى فيه، لأشهر أو سنوات، لكن هذا ليس هو القصد، لذلك، من المرجح أن يعتبر الوجود عليه مشروعا طالما أن المرحلة 'ب' من الصفقة لا تزال قيد المناقشة، مع أنه بالنسبة لترامب، نحن في هذه المرحلة، حيث يتم تعزيز مستقبل القطاع، أما بالنسبة لإسرائيل، فهي ما زالت في المرحلة 'أ'، ولن يكون هناك أي تقدم حتى يتم إعادة جميع المختطفين والجثامين (الأسرى الإسرائيليين)'.

وحذر أنه 'قد يكون هذا الاختلاف في الروايتين خطيرا، لأنه في مرحلة ما قد يتخذ 'ذو الشعر الأحمر' قرارا في غير صالح إسرائيل، بما يشمل الانسحاب في وقت ومكان لا يتناسبان مع احتياجات يحددها الجيش ورئيس الوزراء، وليس بالضرورة بهذا الترتيب، مع العلم أن الاستراتيجية الإسرائيلية المتمثلة بشنّ الحرب دون أفق سياسي واضح للقطاع ممكنة طالما أن التحركات على الأرض رسمت الخطوط العريضة للواقع، وما زالت جثامين القتلى تشكل ورقة المساومة الرئيسية لدى حماس'.

وأوضح أنه 'عندما تكون الولايات المتحدة عازمة على الحفاظ على وقف إطلاق النار، يتعين على إسرائيل صياغة خطة سياسية واضحة تتوافق مع مصالحه الأمنية، وهنا لا ينبغي أن يكون الإصرار على الخط الأصفر، المناسب جداً للاعتبارات الحزبية، بل على محور فيلادلفيا، لأن الحدود مع مصر هي نقطة مركزية لليوم التالي في غزة، والسيطرة الإسرائيلية على الطرق والمعابر وحدها ستحول غزة إلى جزيرة، وبهذه الطريقة فقط سيتم تجفيف حماس فعلياً، ثم نزع سلاحها'.

أحدث الاخبار