مشاهدات هامة لمؤتمر بروكسل لدعم الصحافة الفلسطينية لم يراها منتقدوه بقلم منجد جادو

منذ ايام وانا اشاهد واقرأ كم هائل من المنتقدين لمؤتمر بروكسل لدعم الصحفيين الفلسطينيين واطلاق صندوق دعم هذا الاعلام الذي يعاني حتى ما قبل بدء العدوان من اشكاليات عديدة ابرزها ان هذا الاحتلال لم يكن يعتبر الصحفيين الفلسطينيين عموما والعاملين في وسائل الإعلام الفلسطينية تحديدا على وجه الخصوص بانهم صحفيين ولذلك نرى حرب الابادة التي يتعرض لها هذا القطاع سواء باستهداف الزملاء الصحفيين او من حيث تدمير مقرات مؤسساتهم او اعتقالهم والاعتداء عليهم.

يضاف لسلسلة الاستهداف الاسرائيلي للصحافة والصحفيين اشكاليات اثرت فيه اهمها الاعلام الحزبي واثار الانقسام على العمل الصحفي ومحاولة راس المال السيطرة على وسائل الاعلام ومضايقات مواقع التواصل الاجتماعي وشروط المانحين لكننا لن نخوض في تفاصيل هذه الاشكاليات حاليا احتراما لدماء شهداء الصحافة في ظل استمرار المجزرة.

ومن هنا كان لا بد من حراك محلي ودولي لدعم الصحفيين و وسائل الاعلام خصوصا خصوصا بعد استهداف الاحتلال لنحو ٢٥٠ صحفي واعتقال نحو مئة اخرين هذا ناهيك عن اصابة المئات وتدمير عشرات المقرات

من منطلق مشاركتي في مؤتمر دعم الاعلام الفلسطيني في عاصمة الاتحاد الاوروبي بروكسل والذي شاركت فيه كما كل الصحفيين من مدراء واصحاب وسائل الاعلام الفلسطينية على نفقتنا الخاصة وهنا للتشديد على ذهابنا من اجل رسالة الاعلام وبقاءه صامدا ارى انه لا بد من توضيح الكثير من الامور لا سيما في ظل الهجمة الكبيرة التي تعرض اليها المنظمون وبعض المشاركون خصوصا من القطاع الاعلامي الحكومي وعلى راسهم المشرف العام للاعلام الحكومي احمد عساف من قبل بعض الزملاء الصحفيين ومن قبل وسائل الاعلام الحزبي وبعض الشخصيات التي باتت وسائل الاعلام ادواتها في النقد

انا شخصيا اؤيد حق الجميع في الانتقاد لكن الانتقاد المهني المبني على المعلومة والهادف لتصحيح المسار ان وجد اخطاء وخلل لا النقد لمجرد النقد بناء على موقف شخصي او انتماء سياسي حيث وصلت الامور لمستويات عالية من ان ننقم على انفسنا ونجلد انفسنا ونحن جميعا نجلد اليوم من هذا الاحتلال لذلك كان لازما علي وللامانة الصحفية ان اكتب في هذا الموضوع لتوضيح الامور بكل مصداقية وشفافية

اولا ؛

ان انعقاد مؤتمر بروكسل هو انجاز كبير يحمل في طياته الكثير اهمها اعتراف دولي من كافة المشاركين من اعضاء برلمان اوروبي ومن منظمات حقوقية داعم للصحفيين و للاعلام الحر حيث كان التركيز من خلال فعاليات المؤتمر الافتتاحية على حجم المجزرة وحرب الابادة التي يتعرض اليها الصحفيون في غزة حيث تحدث الجميع عن ادانة ما يجري من جرائم بحق الصحفين وطالب المتحدثون بضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب عموما والمجرمين بحق الصحفيين خصوصا وفاء لدماء شهداء العمل الصحفي وقد تجلى ذلك من خلال كلمات الزملاء ناصر ابو بكر نقيب الصحفيين والمشرف العام على الاعلام الرسمي واعضاء البرلمان والله قبل الجميع على ما اقول شهيد

ثانيا :

فيما يتعلق بانتشار فيديو للمشرف العام على الاعلام الرسمي احمد عساف حول قضية الشهداء والذي مع الاسف استغل بشكل بشع من بعض وسائل الاعلام او بالاحرى المنصات الحزبية لمقابلته مع موقع دوز بنابلس فقد كان يجري مقابلته وكان يتحدث عن تركيز المؤتمر على قضية الشهداء حيث قدم ارقام ومقارنات عن عدد الشهداء الصحفيين فما كان من مجري المقابلة قطعه والطلب منه تقصير المقابلة والقول له بدون شهداء اريد التركيز على موضوع الصندوق حيث رد المشرف العام بدون الحديث عن الشهداء والحديث عن الصندوق وبالفعل تم اعادة المقابلة وعندما ارسلها مدير موقع دوز ارسل لفريقه في نابلس المقابلة الاولى التي قطعها وظهر فيها الوزير عساف يتحدث ويظهر انه لا يريد عن الشهداء لان من قصها موقع معارض ومنتقد للسلطة وادائها وهذا ما دفع موقع دوز لنشر اعتذار فوري عن الخطا الذي وقع فيه مدير ومحرر الموقع وكل الزملاء الصحفيين كانوا حاضرين على هذه الواقعة واعتذار موقع دوز موجودا على موقعها وصفحاتها للتواصل الاجتماعي.

ثالثا :

لن اخفي انتقادي واستغرابي لمشاركة ممثل عن الحكومة في مؤتمر كان يهدف لدعم الصحفيين المستقلين و وسائل الاعلام المستقلة ولكن عندما علمت ان هذا الحضور والتمثيل هدفه دعم المستوى السياسي للاعلام المستقل بداية وثانيا استجابة هذا المستوى لطلب منظمات حقوق الصحفيين بضرورة سن قانون لاي صندوق سيعلن عنه وهو ما اكد عليه المشرف العام في كلمته بعد ان ركز الجزء الاكبر حرب الابادة التي تتعرض لها الصحافة حيث اعلن عن دعم القيادة لهذا المشروع وبدء الاجراءات العملية لسن القانون واصداره باسرع وقت ممكن كما وشدد على ان العمل جاري لسن القوانين اللازمة لصندوق دعم الصحافة المستقلة وكلمته كاملة مسجلة لدى المنظمين وتلفزيون فلسطين وبالتالي انصح الكتاب والصحفيين التروي والبحث عن الحقيقة قبل النشر.

هذه شهادة اكتبها بمبادرة مني للامانة الصحفية فقط لا غير لانني شعرت بالانزعاج الكبير بعد ما قرات من انتقادات مع الاشارة الى ان الجميع يعلم انني لا ارتبط باي علاقة باي جهة حكومية ولم اظهر باي مقابلة او حديث اذاعي او تلفزيوني على الاعلام الرسمي ولا ارتبط باي علاقة والمقربين مني من الصحفيين وغيرهم يعلمون ذلك واكثر .

رابعا :

لاول مرة شهد مؤتمر دولي اعلامي حديث بهذا المستوى عن انتقاد الاحتلال وممارساته بحق الصحفيين و وسائل الاعلام وضرورة اتخاذ خطوات لمحاسبة اسرائيل ومنها قرار البرلمان الاوروبي الاخير وتوقيع ١٠٠ نائب في هذا البرلمان على بيان يدين هذه الجرائم هي انجازات تحسب للنقابة والاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات الدولية التي ساهمت وتساهم وتعمل لتحقيق العدالة للشهداء الصحفيين وتوجيه سهام الانتقاد بهذا الشكل في ظلم للجهد الفلسطيني والدولي الداعم لحقوق شعبنا وصحفينا الشهداء والجرحى والاسرى ولذلك ادعو كل زميل او كاتب او سياسي او منصة الى العمل بامانة ومهنية دونما اي انتقاص لحقهم في الانتقاد.

خامسا :

في موضوع الصندوق والدعم المالي كان واضحا ان هناك تخبط وعدم وجود اي تمويل وكان هناك نقد من قبلنا كصحفيين و وسائل اعلام لهذا التباطوء من قبل بعض المانحين لدعم الإعلام الفلسطيني حيث انتقد الحضور الفلسطيني حالة الكيل بمكياليين الذي تنتهجه الجهات المانحة الاوروبية والدولية التي تحركت على الفور باجراءات عملية في مناطق صراع عديدة لحماية الصحفيين ودعمهم واخرها الحرب الروسية الاوكرانية والتباطؤ في دعم الصحفي والإعلام الفلسطيني رغم الاهوال والجرائم التي تواجههم.

واكد الحضور الفلسطيني والدولي في المؤتمر ان الاولوية الاولى لاي مشاريع او دعم مستقبلي هي للزملاء و وسائل الإعلام في قطاع غزة الذين كانوا حاضرين لان كل الكلمات والمناقشات كانت تركز على ما جرى بحقهم من حرب ابادة.

سادسا :

عن التنظيم للمؤتمر وغياب صحفي غزة اكتب عن هذا الموضوع في هذه المقالة بعد ان قرات مقالات و منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد غياب صحفيين غزة اعتقد ان هناك حق لمن انتقد لان حديث اي شخص عن تجربته في التعرض للقصف والنزوح والعمل تحت النار اصدق بكثير من حديث الاخرين عنه وبالتالي كان من الاولى بنقابة الصحفيين والاتحاد الدولي دعوة بعض الزملاء من غزة خصوصا ان جزء منهم يعيش في قطاع غزة ليعبروا وينقلوا لنا الرسالة.

ثامنا :

لا تضيعوا الجهد والانجاز بل ابنو عليه

الخلاصة تقول ان هذا الدعم والزخم الدولي يستحق تثمينه وشكر النقابة والاتحاد وجمعية الناشرين التي تم تاسيسها حديثا وهي مفتوحة لاي مؤسسة اعلامية كما النقابة امام الجميع لاننا عندنا نشاهد هذا الدعم والرغبة باسناد قطاع فلسطيني من قبل الاصدقاء الدوليين تحتم علينا المسؤولية الوطنية ان نقف سندا لهذه المبادرة ان كنا فعلا نسعى لنقل وتثبيت موقف وطني على المستوى الدولي في قطاع مهم مثل قطاع الاعلام  لا السعي لانتقادات مبنية على كره شخصي او موقف حزبي ضيق بعيد عن العمل المهني والامانة الصحفية اما عن قصد واما عن جهل لذلك هذه دعوة لكل حريص ان يعمل ويبني وينتقد للمصلحة العامة لقطاع الاعلام ولنبني معا قطاع اعلامي وطني مهني مستقل من خلال هذه المبادرة التي تفتحها نقابة الصحفيين بدعم دولي….

 

أحدث الاخبار