ضابط إسرائيلي: اجتياح مدينة غزة لا يضمن هزيمة حماس وحزب الله "مُرتدع"

تل أبيب / PNN - قال قائد لواء العمليات في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، يسرائيل شومر، في مقابلة مع إذاعة الجيش، اليوم الأحد، إن جيش الاحتلال "مستعد لعملية واسعة النطاق في مدينة غزة"، لكنه رفض الجزم بأن هذه العملية "ستؤدي إلى هزيمة حركة حماس".

وبحسب شومر، فإن الجيش الإسرائيلي "يجهز لاقتحام مدينة غزة بكامل قوته"، مشيرًا إلى أن العملية المقبلة "ستشمل أساليب قتالية جديدة إلى جانب ما رأيناه في مركبات جدعون". لكنه شدد على أن "من الصعب تحديد اللحظة التي يمكن القول فيها إن حماس رفعت يديها".

وتابع: "إذا لزم الأمر، سنستعد للقتال ضد حماس لسنوات مقبلة". وعندما سُئل عمّا إذا كان ذلك يعني إطلاق مراحل جديدة من العمليات، أجاب: "لا أريد أن نصل إلى ذلك، لكن قد يحدث أن نقرر بعد مركبات جدعون ب׳ أن الإنجاز لم يكن كافيًا، وسيتعين علينا تغيير الطريقة".

وقال شومر: "حتى لو وصلنا إلى الوضع المطلوب، ووفرنا جميع الظروف التي تُمكّن من إنهاء الحرب، علينا أن نستمر في التمركز الميداني والقتال لحماية مستوطنات الجنوب. لن نتمكن من الاستجابة لمطلب حماس بالانسحاب الكامل، وسنضطر للاحتفاظ بمناطق في القطاع بشكل دائم لمنع تكرار 7 أكتوبر".

وفي ما يخص قضية الأسرى، ادعى شومر أن العمليات العسكرية "لا تعرضهم للخطر أكثر مما كان قائمًا حتى الآن"، مؤكدًا: "نقوم بكل ما في وسعنا لتجنب إصابتهم". وأضاف: "آمل ألا يتكرر ما جرى في رفح العام الماضي عندما قُتل ستة أسرى".

وقال: "نبذل قصارى جهدنا، وسنبذل قصارى جهدنا، لعدم الإضرار بالأسرى، وحيثما وُجد أي شك، فلن نتحرك. نرى في أفعالنا سبيلًا لإطلاق سراحهم"، وتابع "نحن نفعل كل ما في وسعنا لمنع تكرار حادثة رفح؛ أقترح على حماس أن تُبقيهم في حراسة مشددة".

وردًا على سؤال حول المدة التي قد يستغرقها الهجوم العسكري للسيطرة على مدينة غزة، قال قائد لواء العمليات في هيئة الأركان العامة: "نُعدّ مجموعة من السيناريوهات – الأمر ليس مسألة أيام معدودة ولا أيضًا أشهر طويلة. هناك عدة سيناريوهات ممكنة".

وذكرت إذاعة الجيش أن تصريحات شومر تشير إلى أن "الجيش الإسرائيلي يخطط للعملية بشكل متدرج، بحيث يمكن عند كل مرحلة التوقف والانتقال إلى صفقة تبادل أسرى إذا ما وافقت حركة حماس على شروط إسرائيل".

وقدّر شومر أن الجيش الإسرائيلي "لن يختتم عامًا ثالثًا من الحرب على غزة"، معربًا عن أمله في أن "تصل الحرب خلال الأشهر القريبة إلى نقطة يمكن فيها استقرار الوضع". وأضاف: "هذا ما نريده، لكن ليس على حساب المهمة والالتزام بأهداف الحرب".

وبشأن قوات الاحتياط، قال: "أعرف أن الوضع صعب، لكننا بحاجة للجميع. ليس الأمر أرقامًا بل قيمًا". وقال إن خطة الجيش للعام المقبل (2026) "تتوقع استدعاء كل جندي احتياط لـ70 يومًا في السنة، وقد نضطر لتجاوز ذلك إذا فرضت التطورات عمليات واسعة جديدة".

وعن الجبهة الشمالية، قال شومر إنه يقدّر أن "حزب الله في هذه المرحلة مُرتدع"، لكنه أضاف: "قد يقرر إطلاق صواريخ في أي وقت، خصوصًا إذا قُتل أحد قادته". وأكد أن "المهمة في الشمال لم تُنجز بالكامل بعد، لكن مستوى الأمن والشعور بالأمان تغير مقارنة بالسابق".

وبشأن التطورات الداخلية في الساحة اللبنانية، قدّر شومر أن حزب الله "لن يتخلى طوعًا عن سلاحه".وعن إمكانية انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس التي لا يزال يحتلها جنوبي لبنان، قال شومر: "طالما أن الأمر يتعلق بنا، فعلينا أن نبقى نعمل في جنوب لبنان وداخل لبنان للحفاظ على الإنجازات، لكن هذه في النهاية مسألة قرار سياسي".

أما في ما يتعلق بإيران، فقال: "لا يوجد حاليًا إعادة بناء كبيرة لقدراتها النووية والصاروخية التي تضررت في الحرب"، مؤكدًا أن "الجيش لا ينوي فتح حرب ضد إيران في هذه المرحلة، لكنه يستعد للرد إذا تم تجاوز خطوط حمراء".

وبشأن الشائعات المتداولة في الأسابيع الأخيرة حول نية فتح مواجهة جديدة مع إيران، قال شومر: "ليست لدينا أي نية لفتح حرب ضد إيران، على الأقل في الوقت الراهن. نحن مستعدون للدفاع، لكن لا أملك أي معطيات استخبارية حالياً".

وفي ما يتعلق بتوجيه وزير الأمن، يسرائيل كاتس، للجيش إعداد خطة لتثبيت "الانجازات في إيران"، قال: "نستعد لاحتمال أن نُطلب للعمل مجددًا ضد إيران، لكن ليس هناك نية للقيام بذلك بشكل استباقي. إذا تم تجاوز خطوط حمراء، فسنضطر للجلوس على الطاولة واتخاذ القرارات".

وتطرق شومر إلى الساحات الأخرى، فقال عن تركيا: "لسنا في مواجهة معها ونحرص على تجنب أي صدام". وعن الحوثيين قال: "هم عَنيدون وبعيدون، لكننا نفرض عليهم حصارًا جويًا وبحريًا منذ شهرين، ولدينا وسائل إضافية في جعبتنا".

أحدث الاخبار