الإبادة الجماعية بالتحكم عن بعد: "إسرائيل" تستخدم الروبوتات المتفجرة لتدمر غزة

غزة -PNN- نقل موقع "ميدل إيست آي" شهادات عن سكان قطاع غزة، كيف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات يستخدم وسائل تكتيك وتدمير جديدة خلال حربه التي يشنها منذ الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وقال عدد من سكان القطاع للموقع، إن الانفجارات الضخمة تبدأ مساءًا وبمعدل ثمانية إلى عشرة انفجارات كل ليلة، تحول المباني إلى أنقاض مسحوقة، بالتزامن مع إعلان "إسرائيل" توسيع هجماتها على مدينة غزة، موطن ما يقرب من مليوني شخص عقب موافقة الحكومة قبل نحو شهر على احتلال كامل القطاع.

بدلاً من نشر قوات على الأرض، كان جيش الاحتلال يرسل ناقلات مدرعة مليئة بأطنان من المتفجرات، يتم إيقافها داخل المناطق السكنية المكتظة بالسكان، قبل أن يتم تفجيرها عن بعد، ما يسبب دمارًا هائلا أكبر بكثير مما تحدثه غارات الطائرات المقاتلة "إف16".

وأضاف الموقع في تقرير له، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصبح يستخدم الروبوتات المتفجرة بكثافة مع الهجمات الجوية والأرضية، حيث تم توثيق استخدام ما لا يقل عن 100 روبوت متفجر في المناطق المكتظة بالسكان منذ 13 آب/أغسطس، وفقًا لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، متسببة بتدمير حوالي 300 وحدة سكنية يوميًا بسبب هذا السلاح الفتاك بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف.

وأشار المرصد إلى أن هذه الروبورتات تحمل بمواد متفجرة للغاية، تزن أحيانًا ما يصل إلى 7 أطنان، وتتركز هجماتها على المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية في مدينة غزة، بما في ذلك جباليا، والزيتون، ضمن ما بات يُطلق عليه عملية "مسح المدينة من الخريطة".

وأضاف المرصد الحقوقي، إنه وفق معدل الهجمات الحالية، يمكن تدمير بقية المدينة في غضون شهرين، وهو جدول زمني يمكن أن يقصر أكثر بالنظر إلى القوة النارية الضخمة للجيش الإسرائيلي وغياب أي ضغط دولي لوقف جرائمها ضد الفلسطينيين.

وفقًا لتقارير عبرية، ضاعفت القوات الإسرائيلية استخدام الروبوتات المتفجرة في الأسابيع الأخيرة ثلاث مرات عن سابقاتها، حيث صممت لزيادة تدمير البنية التحتية إلى الحد الأقصى وتقليل المشاركة المباشرة مع مقاتلي حماس، مما يقلل من المخاطر على الجنود الإسرائيليين أثناء العمليات الأرضية.

موقع "ميدل إيست آي"، قال إن الانفجارات العنيفة التي تسببها هذه الروبوتات حيث يسمع صوتها من على بعد نحو 100 كيلومتر من قطاع غزة، وهو مقياس لشدتها الهائلة، وكيف أن الأرض تهتز لدرجة أنها تصيب العديد من الفلسطينيين بالرعب، وهو ما يعد استراتيجية إسرائيلية الغرض منها الدمار والحرب النفسية، لإخراج الناس من المدينة كجزء من من حملة إسرائيل المستمرة للتطهير العرقي.

واعتبارا من تموز/ يوليو، دمرت "إسرائيل" حوالي 78 في المئة من جميع المباني في قطاع غزة، وفقا للتحليل الأولي الأمم المتحدة، أي ما يقدر تضرر نحو 282،904 وحدة سكنية.

وأظهر تحليل لصور أقمار صناعية أجراه آدي بن نون، من مركز نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة العبرية، أن ما لا يقل عن 36 ألف مبنى في مدينة غزة، قد دمر بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 23 شهرا، أي ما يعادل 80 بالمئة من إجمالي المباني التي كانت موجودة.

بدعم أمريكي، ترتكب دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت 64 ألفا و368 شهيدًا، و162 ألفا و367 مصابًا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينيا، بينهم 135 طفلا.

أحدث الاخبار