شرم الشيخ – PNN - تنعقد مساء اليوم الإثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية، على ساحل البحر الأحمر، قمة دولية برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، لإعلان الاتفاق النهائي لوقف الحرب في قطاع غزة، بعد أكثر من عامين من الدمار الشامل الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية.
ويشارك في القمة قادة وممثلو أكثر من 30 دولة، من بينها فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، إسبانيا، تركيا وقطر، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
وبحسب تقارير صحافية، من المتوقع أن توقّع الدول الراعية والوسيطة وثيقة ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، تشمل آليات التنفيذ والمتابعة الدولية، وسط دعم دولي متزايد لإنهاء الحرب وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
ووصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى شرم الشيخ قادمًا من إسرائيل، بعد زيارة استغرقت أقل من ست ساعات، ألقى خلالها خطابًا أمام الكنيست، شدد فيه على أن:"إسرائيل حققت كل ما تستطيع تحقيقه بالقوة العسكرية، والآن حان وقت ترجمة هذه الإنجازات إلى سلام وازدهار في الشرق الأوسط".
وأضاف ترامب أن "أمن إسرائيل لن يكون مهددًا بعد الآن بأي شكل"، في إشارة إلى التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات.
وبموجب الاتفاق، الذي توسط فيه ترامب إلى جانب وسطاء من تركيا، مصر، وقطر، أطلقت حماس اليوم الإثنين سراح 20 رهينة إسرائيليًا على دفعتين، فيما أفرجت سلطات الاحتلال عن 1,968 أسيرًا فلسطينيًا، من الضفة الغربية وغزة، في خطوة وُصفت بأنها "أكبر عملية تبادل أسرى منذ اتفاق وفاء الأحرار عام 2011".
وفيما كانت الرئاسة المصرية قد أعلنت أن كلًا من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيشاركان في القمة، أعلن مكتب نتنياهو لاحقًا عن إلغاء مشاركته، بذريعة ضيق الوقت واقتراب نهاية عيد العرش اليهودي.
لكن تقارير إسرائيلية أفادت بأن إلغاء المشاركة جاء نتيجة ضغوط من اليمين المتطرف، وخاصة من وزراء مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الرافضين لأي إشارة إلى السلطة الفلسطينية، أو احتمال لقاء نتنياهو بالرئيس الفلسطيني، خوفًا من أزمة سياسية داخلية.
كما تغيب حركة حماس عن القمة، رغم كونها طرفًا أساسيا في اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تم التوصل إلى التفاهمات عبر مفاوضات غير مباشرة بوساطة إقليمية ودولية.
وتأتي القمة لتكرّس الاتفاق الذي تم التوصل إليه، والذي يشمل:وقفًا كاملاً لإطلاق النار و انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة و إطلاق متبادل للأسرى و بدء إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل و إدارة انتقالية غير سياسية لقطاع غزة، بمتابعة دولية.
وتُعد قمة شرم الشيخ تتويجًا لمسار دبلوماسي معقد استمر لأشهر، ويمهّد لمرحلة جديدة عنوانها التهدئة وإعادة إعمار غزة، وسط تحركات دولية حثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار وإنهاء سنوات طويلة من الحصار والانقسام.