أفاد مصدر في البيت الأبيض، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دعا القادة الأوروبيين إلى التوقف عن شراء النفط من روسيا.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقال المصدر إن ترامب شارك من مكتبه بالبيت الأبيض عبر الإنترنت في اجتماع "تحالف الراغبين" الذي أنشئ من أجل دعم أوكرانيا وذلك بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من القادة الأوروبيين.
وأشار ترامب إلى أن روسيا حققت خلال عام واحد من مبيعات الوقود إلى الاتحاد الأوروبي عائدات بلغت 1.1 مليار يورو، مؤكدا أن على أوروبا وقف شراء النفط الروسي الذي يساهم في تمويل الحرب.
كما شدد ترامب على أن على القادة الأوروبيين ممارسة ضغوط اقتصادية على الصين أيضًا، باعتبارها تساهم في تمويل الجهود الحربية الروسية، وفق المصدر نفسه.
وبحثت الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا مع ترامب في الضمانات الأمنية التي ينبغي تقديمها لكييف، وسبل تكثيف الضغط على روسيا لحملها على الجلوس إلى طاولة مفاوضات السلام.
وبدأ اللقاء عبر الفيديو بين الرئيس الأميركي والقادة الأوروبيين الرئيسيين فضلا عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعيد الساعة 12:00 بتوقيت غرينتش.
قبل ذلك، كان قادة دول "تحالف الراغبين" الذي يضم حوالي 30 دولة غالبيتها أوربية تدعم أوكرانيا عسكريا، أضفوا طابعا رسميا على الضمانات الأمنية التي يعتزمون توفيرها لأوكرانيا ما إن يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار.
وفي مطلع القمة التي شارك فيها نحو 35 من قادة الدول حضوريا في باريس أو عبر الاتصال بالفيديو، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اللقاء "سيسمح بوضع اللمسات الأخيرة على الضمانات الأمنية المتينة التي ستقدم لأوكرانيا".
وشدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي يرأس مع ماكرون "تحالف الراغبين"، على أن "من الضروري زيادة الضغوط" على بوتين فيما يستمر هذا الأخير "في تأخير مفاوضات السلام وشن هجمات مروعة على أوكرانيا".
ويأمل الأوروبيون أن يطلعوا من ترامب على الخطوات الملموسة التي يريد الأميركيون القيام بها لدعم جهودهم. وهم يطالبون ترامب أيضا بفرض عقوبات أميركية جديدة على روسيا التي لا تبدي أي "مؤشر" إلى أنها تريد وقف القتال على ما رأى الرئيس الأوكراني الأربعاء.
وكان الرئيس الأميركي الذي أعرب أخيرا عن خيبة أمل كبيرة ببوتين، قد ألمح الأربعاء إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تستجب لتطلعات السلام من دون أن يخوض في التفاصيل.
وقال ترامب "ليست لدي أي رسالة للرئيس بوتين، فهو يعرف موقفي، وسيتخذ قرارا بطريقة أو أخرى"، مضيفا "مهما كان قراره، فإما أن نكون سعداء به أو غير سعداء. وإذا كنا غير راضين عنه، فسترون أشياء تحدث".
ويضم "تحالف الراغبين" داعمي أوكرانيا على الصعيد العسكري وغالبيتهم أوروبيون، فضلا عن كندا وأستراليا واليابان.
وهذا التحالف مستعد للمساهمة في تعزيز الجيش الأوكراني لا بل أن بعض الدول مثل فرنسا والمملكة المتحدة وبلجيكا مستعدة لنشر قوات على الأرض ما إن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار لردع روسيا عن القيام بهجوم جديد.
إلا أن بعض الحلفاء أبدوا ترددا بانتظار المساهمة الأميركية التي يعتبرها بعض الأوروبيين أساسية قبل أي التزام من جانبهم.
وتريد ألمانيا خصوصا المساهمة في تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني وتجهيزات سلاح البر، على ما قالت مصادر حكومية.
وجددت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد الخميس، أن روسيا لن تقبل "أي تدخل أجنبي أيا كان شكله" واصفة الحماية التي تطلبها كييف بأنها "ضمانات خطر للقارة الأوروبية".
ورد الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي مارك روته الخميس خلال زيارة لبراغ بأن القرار بشأن نشر قوات غربية في أوكرانيا لا يعود لروسيا.
ووعد ترامب خلال اجتماع مع ستة قادة أوروبيين في 18 آب/أغسطس في واشنطن بأن الولايات المتحدة ستوفر ضمانات أمنية، من دون أن يحدد ماهيتها.
وقد يتّخذ ذلك هذا عدّة أشكال، على مستوى العمل الاستخباراتي أو الدعم اللوجستي، بعدما استبعد الرئيس الأميركي فكرة إرسال جنود أميركيين إلى الأراضي الأوكرانية.
أما بوتين الذي سجّل عودة قويّة إلى الساحة الدولية مع حضور لافت جدّا الأربعاء إلى جانب الرئيس الصيني شي جينبينغ والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بكين بعد قمّة في ألاسكا مع الرئيس الأميركي في 15 آب/أغسطس، فهو جدد تمسّكه بالحلّ العسكري في أوكرانيا في حال فشل مفاوضات السلام.
وقال من الصين إن موسكو ستحقّق أهدافها في أوكرانيا بالسبل العسكرية إذا ما أخفقت المفاوضات مع كييف، مؤكّدا أن قوّاته تواصل التقدم على الجبهة بكاملها.
اقرأ/ي أيضًا | موسكو ترفض مناقشة "أي تدخل أجنبي" في أوكرانيا "أيا كان شكله"