تل أبيب – PNN – أساء وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إلى المملكة العربية السعودية في تصريحات عنصرية صدرت عنه خلال حديثه عن ربط التطبيع مع الدول العربية بإقامة دولة فلسطينية، في وقت حذّر فيه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من أن إسرائيل "ستفقد دعم الولايات المتحدة" إذا مضت في ضمّ الضفة الغربية، بينما عبّر نائبه، جي دي فانس، عن "إهانة شخصية" من تصويت الكنيست على قانون "السيادة".
وقال سموتريتش في كلمته أمام مؤتمر سياسي في تل أبيب: "السيادة (في إشارة إلى ضمّ الضفة المحتلة) هي نقطة الاختبار. إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، فالإجابة لا شكرًا. استمرّوا في ركوب الجمال في الصحراء في السعودية"، على حد تعبيره، في تصريحات وُصفت بأنها "عنصرية ومسيئة".
وأضاف الوزير اليميني المتطرف أن رفضه لأي ربط بين التطبيع وإقامة دولة فلسطينية "يعبّر عن التزام مبدئي بالسيادة الإسرائيلية على الأرض"، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من تصويت الكنيست، أمس الأربعاء، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يشرعن ضمّ الضفة الغربية المحتلة، تمهيدًا لفرض "السيادة الإسرائيلية" على المستوطنات هناك.
ورغم معارضة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لتوقيت التصويت، فقد جرى تمرير المشروع بدعم من أعضاء حزب "الصهيونية الدينية" بزعامة سموتريتش، وسط تحذيرات أميركية من أن الخطوة قد تهدد العلاقات الإسرائيلية–السعودية ومسار التطبيع الإقليمي.
من جهته، وصف نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، تصويت الكنيست بأنه "قضية سياسية غبية"، مؤكدا أنه أُبلغ مسبقًا بأن التصويت رمزي فقط، لكنه قال إنه شعر بـ"إهانة شخصية" من الخطوة التي تزامنت مع زيارته لإسرائيل.
وفي السياق ذاته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في تصريحات لمجلة تايم الأميركية، إن إسرائيل "لن تُقدِم على فرض السيادة في الضفة الغربية"، مشددًا على أن أي خطوة من هذا النوع "ستجعل إسرائيل تفقد كل الدعم من الولايات المتحدة".
وتأتي هذه التطورات قبل زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى واشنطن في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي ترامب لبحث اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، إلى جانب مراجعة الاتفاقات الأمنية الموقّعة خلال زيارة ترامب للشرق الأوسط في أيار/ مايو الماضي.
كما يُتوقع أن يتناول اللقاء ملف انضمام السعودية إلى "اتفاقيات أبراهام"، بعد أن أعلن ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس أنه يتوقع "توسيع الاتفاقيات قريبًا" وأنه "يأمل بانضمام السعودية ودول أخرى إليها".
وخلال كلمته، هاجم سموتريتش كذلك رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ، متهمًا إياه بـ"نزع الشرعية" عن اليمين، كما وجّه انتقادات حادة للمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، ولرئيس المحكمة العليا، يسحاق عميت، واصفًا قراراتهما بـ"العنف القانوني".
وختم سموتريتش كلمته بالقول إن إسرائيل "تقف عند مفترق طرق تاريخي"، داعيًا إلى "فصل العلاقة بين التطبيع مع الدول العربية وبين ما وصفه بالكذبة المسماة بالقضية الفلسطينية"، مؤكّدًا أن حكومته "لن تسمح بقيام دولة فلسطينية أبدًا"، على حد تعبيره.