توظيف انتقاد حماس للإساءة للشعب الفلسطيني.. ابراهيم ابراش

انتقدنا وما زلنا ننتقد حركة حماس وبقية الفصائل المسلحة على طريقة ممارستها للمقاومة وهي ممارسة أساءت لحق ومبدأ المقاومة التي هو حق مشروع لكل الشعوب الخاضعة للاختلال ،أيضا على ارتباطاتها الخارجية وما سببه طوفانهم من منح إسرائيل مزيدًا من المبررات للقيام بحرب الإبادة والتطهير العرقي وهو مخطط صهيوني مُعد قبل الطوفان وذلك بهدف إفشال حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية ،بل وطالبنا باعتبارها خارجة على القانون الفلسطيني وطالبنا بخروجها من المشهد الفلسطيني.
ولكن ما لاحظناه في الأشهر الأخيرة تزايد عدد مرتزقة الفضائيات والسوشيال ميديا وخصوصا الخليجية التي تدفع بسخاء، من غير الفلسطينيين والذين أصبح شغلهم الشاغل الهجوم الفج على حركة حماس وهدفهم وما توحي به مداخلاتهم انتقاد الشعب الفلسطيني وحقه بمقاومة الاحتلال وتحميلهم المسؤولية عن كل ما يجري، ويتعاملون مع الحالة الفلسطينية وكأن الحرب أو الصراع بدأ مع ظهور حركة حماس في الساحة الفلسطينية، ولم نشاهد لهؤلاء أثناء الحرب أو قبلها برامج أو أنشطة إعلامية تتحدث عن القضية الفلسطينية وتدافع عن شعب فلسطين وتفضح الحركة الصهيونية وممارسات اسرائيل العدوانية. .
صحيح أن حماس بصفة جماعة إسلام سياسي وأحد أذرع الإخوان المسلمين ثم أذرع ايران تسببت بالانقسام  الفلسطيني وبمعاناة أهل غزة ،ولكن هؤلاء المحللون السياسيون والاستراتيجيون لا يتطرقون لأسباب تراجع القضية الفلسطينية قبل طوفان حماس ،ولماذا طبٌعت دول عربية مع العدو قبل قيام دولة فلسطين وحتى والعدو يمارس الاستيطان والقتل في الضفة ويدنس المقدسات  والعدوان المتكرر على القطاع قبل الحرب الأخيرة ،ولماذا لم نسمع صوتهم أثناء موجة التطبيع الأخيرة في عهد ترامب وهو يعلن نقل مقر سِفَارة واشنطن للقدس مما يكرس ويؤكد على اعتبارها عاصمة لدولة إسرائيل ؟ كما يتجاهلون دور الأنظمة العربية في ضياع فلسطين سواء في نكبة ١٩٤٨ أو نكسة ١٩٦٧؟

أحدث الاخبار