
بحث وزيرا الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأميركي، ماركو روبيو، الإثنين، في ترتيبات القمة المرتقبة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، المقرّر عقدها في العاصمة المجرية بودابست، وفق ما أعلن الجانبان.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقال نائب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تومي بيغوت، إنّ روبيو شدّد خلال الاتصال على "أهمية اللقاءات المقبلة بوصفها فرصة لموسكو وواشنطن للتعاون نحو التوصل إلى حلّ دائم للحرب بين روسيا وأوكرانيا"، في ظل تعثّر المساعي الدبلوماسية منذ القمة السابقة بين الزعيمين في ألاسكا في آب/ أغسطس الماضي.
في المقابل، أعلن الكرملين أنّ التحضيرات للقمة "لم تبدأ بشكل كامل بعد"، موضحًا على لسان المتحدث باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أنّ "هناك الكثير من العمل الأساسي الذي يجب إنجازه"، وأنّ "فرق البلدين ستحتاج إلى حلّ عدد من القضايا المعلّقة قبل تحديد جدول اللقاء".
وأشار بيسكوف إلى أنّ "موقف روسيا والرئيس بوتين بشأن التسوية الأوكرانية ثابت ومعروف جيدًا"، مضيفًا أن موسكو تتوقع أن تتيح القمة المقبلة "فرصة للتحرك نحو تسوية سلمية للصراع"، مع التأكيد على استمرار التواصل مع واشنطن في هذا الإطار.
ويأتي هذا في أعقاب تصريحات للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأحد، اقترح فيها تجميد القتال على طول "خطوط المعركة الحالية"، قائلاً للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: "دعها تبقى كما هي الآن. روسيا تسيطر على نحو 78% من الأراضي، يمكنهم التفاوض لاحقًا، لكن أوقفوا القتال والقتل الآن".
من جانبها، ترفض كييف مقترح التجميد وتصرّ على "استعادة جميع الأراضي التي فقدتها"، وفق الموقف الرسمي الأوكراني، فيما اعتبر بيسكوف أن "تصريحات كييف المتناقضة لا تسهم في دفع العملية السلمية".
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن في وقت سابق الإثنين استعداده للمشاركة في القمة إذا تلقّى دعوة رسمية، مشيرًا إلى إمكانية اعتماد "صيغة ثلاثية تجمعه بكلٍّ من ترامب وبوتين"، أو عبر ما وصفه بـ"الدبلوماسية المكوكية"، أي لقاءات منفصلة مع الرئيس الأميركي.
وانتقد زيلينسكي اختيار المجر لعقد القمة، واصفًا القرار بأنه "غير إيجابي"، بسبب ما قال إنه "ميل بودابست الواضح نحو الكرملين وتوتر علاقاتها مع كييف".
وتذكّر كييف أن "اتفاق بودابست" لعام 1994، الذي تعهّدت فيه روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا بضمان أمن أوكرانيا مقابل تخليها عن ترسانتها النووية السوفياتية السابقة، لم يمنع لاحقًا الغزو الروسي لأراضيها.
وقال زيلينسكي إنّ "سيناريو بودابست آخر لن يكون إيجابيًا أيضًا".
وفي باريس، رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعقد القمة المرتقبة، لكنه شدّد على ضرورة "إشراك الأوكرانيين والأوروبيين في أي مسار سياسي يتعلق بمستقبل الحرب والسلام في القارة".
وتأتي هذه التطورات فيما تعمل وفود فنية من موسكو وواشنطن على بلورة أجندة اللقاء وآليات التنسيق بين الجانبين، وسط غموض بشأن مشاركة زيلينسكي واحتمال عقد اجتماعات منفصلة معه.