بفارغ الصبر ينتظر الفلسطيني منتصف أكتوبر من كل عام ليحيي مع عائلته وأقاربه موسم قطف الزيتون بفرح، بعد أن نسج مع هذه الشجرة المباركة علاقة وجدانية. في هذا الشهر وفي الشهر التالي ترى الفلسطينيين في موسم القطف في الحقول الممتدة في الجبال والسهول والوديان، بهم تكتسي الحقول حلّة جديدة تعكس طابعًا شعبيًا بهيجًا يضج بالحياة والانتماء.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
هذا ما يستهل به "تقرير الاستيطان الأسبوعي" من 2025.10.11 إلى 2025.10.17 الصادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، مشددًا على أن الفلسطينيين يفتخرون بزيتونهم، "أمّا زيتهم فهو الأجود عالميًا، كما يقولون".
ومن مظاهر فخر الفلسطيني بزيتونه، يتابع التقرير، روايته عن أقدم شجرة زيتون في تاريخ الحضارة الزراعية، وهي هناك في قرية "الولجة" في جوار جدار الفصل العنصري، عمرها كما قدّره خبراء منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) نحو 5500 عام، ويبلغ ارتفاعها نحو 12 مترًا، وقطرها نحو 25 مترًا، ويتفرع عنها 22 فرعًا، كل فرع بمثابة شجرة وتغطي مساحة 250 مترًا مربعًا، وتنتج نحو 500 كيلوغرام (ثمار) سنويًا في المواسم الجيدة.
رمز الثبات والبقاء
على امتداد السنين شكّلت شجرة الزيتون عنوان وجود وصمود المواطن الفلسطيني، فمن أجل حماية الأرض من غول الاستيطان ومن سياسة الاحتلال بشكل عام، أخذ الفلسطينيون يتوسّعون في زراعة شجرة الزيتون، وخاصة في سنوات ما بعد انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية). فقد كانت مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون عام 2010 نحو 462824 دونمًا، منها نحو 21509 في قطاع غزة، وأصبحت في العام 2021 نحو 575194 دونمًا، منها 33633 دونمًا في قطاع غزة. وهكذا دخلت شجرة الزيتون قاموس المقاومة الشعبية للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان.