الحوثيون يقتحمون مبنى للأمم المتحدة في صنعاء للاشتباه بالتجسس لواشنطن وإسرائيل

اقتحم مسلحون حوثيون في اليمن مبنى للأمم المتحدة السبت، بحسب ما أفاد مسؤول في المنظمة، مشيرا إلى أنّ جميع الموظفين بخير.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، جان علم، إنّ قوات أمن تابعة للحوثيين دخلت مجمع الأمم المتحدة في صنعاء "من دون تصريح".

وأضاف أنّ "15 موظفا دوليين في الأمم المتحدة" كانوا موجودين في المكان خلال العملية، مشيرا إلى أنّه "وفقا لآخر المعلومات، فإنّ جميع الموظفين الموجودين في المجمع بخير وتمكّنوا من الاتصال بعائلاتهم".

وكان الحوثيون قد اقتحموا مكاتب الأمم المتحدة في صنعاء في 31 آب/أغسطس، حين احتجزوا أكثر من 11 موظفا، وفقا للأمم المتحدة.

وقال مسؤول حوثي كبير، إنّهم يشتبهون في أنّهم كانوا يتجسّسون لصالح الولايات المتحدة.

وفي الأشهر الأخيرة، أوقف عشرات موظفي الأمم المتحدة في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.

وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك السبت، إنّ هناك 53 موظفا أمميا محتجزون لدى الحوثيين، مضيفا "سنواصل الدعوة إلى إنهاء احتجازهم التعسفي". وأشار إلى أنّ بعضهم لم يُسمع عنهم منذ سنوات.

وقال إن بعض موظفيها أدوا دورا "في الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة، واستهداف رئيس الحكومة ورفاقه".

ووصف دوجاريك هذه الاتهامات بأنها "خطيرة وغير مقبولة"، مشيرا إلى أنّها "تعرّض سلامة موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني للخطر، وتقوّض عمليات الإغاثة الحيوية".

وفي 28 آب/أغسطس 2025، اغتالت إسرائيل رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي إلى جانب عدد من الوزراء والمسؤولين، خلال اجتماع لهم.

وأعلن الحوثيون الخميس، اغتيال رئيس أركان قواتهم محمد عبد الكريم الغماري في هجوم إسرائيلي، فيما أكّد الجيش الإسرائيلي لاحقا اغتياله عقب الهجوم الذي نفذه في أواخر آب/أغسطس.

تصاعد اتهامات الحوثيين للأمم المتحدة يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية باليمن

وأثار تصعيد لهجة زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، ضد وكالات ومنظمات الأمم المتحدة واتهامها صراحة بالمشاركة في "أنشطة تجسسية وعدوانية" ضدهم، مخاوف وقلقا بين اليمنيين ومنظمات إغاثة من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

ويواجه الملايين في اليمن أزمة جوع وارتفاعا في أسعار الغذاء وتضخما حادا، بعد أكثر من 10 سنوات من الحرب التي صنعت واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وسط تحذيرات دولية ومحلية من مجاعة قد تضرب البلاد خلال 2026.

واتهم الحوثي منظمات تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج "الأغذية العالمي" و"اليونيسيف"، بالمشاركة في "أنشطة تجسسية وعدوانية"، قائلا إن بعض موظفيها لعبوا دورا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع الحكومة التابعة للحوثي في صنعاء وأدت إلى اغتيال رئيسها وعدد من وزرائها.

وقال الحوثي إن الجماعة تمتلك "معلومات قاطعة ودلائل واضحة" على ضلوع "خلايا تجسسية" من داخل المنظمات الإنسانية، مشيرا إلى أن تلك الخلايا "قامت برصد اجتماع الحكومة والإبلاغ عنه للعدو الإسرائيلي".

وتوترت العلاقة بين سلطات الحوثيين والمنظمات الإنسانية بشكل حاد في الأشهر الأخيرة، خاصة منذ الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات رفيعة بصنعاء قبل نحو شهرين.

وحذر عاملون في مجال المساعدات الإغاثية ومسؤولون باليمن يوم الجمعة من تداعيات اتهامات الحوثي لمنظمات الأمم المتحدة على مستقبل العمل الإنساني في البلاد.

المزيد من المشاريع التنموية مهددة

وقال مدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي في محافظة مأرب، صالح السقاف، إن الاتهامات الصادرة عن زعيم الحوثيين "خطيرة ومحاولة لعزل اليمن عن المجتمع الدولي".

وأوضح أن تاريخ الحوثيين مليء بالاعتداءات على مقار المنظمات الدولية، واختطاف موظفيها، وفرض قيود تعسفية على حركة الإغاثة، وهو ما وثقته تقارير دولية سابقة.

وقال إن اتهامات زعيم الحوثيين لموظفين أمميين "بالضلوع في أعمال تجسس ورفع إحداثيات لإسرائيل"، تهدف إلى تشويه دور الهيئات الإنسانية.

وقال رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء لـ"رويترز" بعدما طلب عدم ذكر اسمه لدواع أمنية، إن اتهامات الحوثي قد تتسبب في وقف مزيد من المشاريع التنموية بعد توقف عشرات منها منذ مطلع العام الحالي بسبب نقص التمويل وإيقاف المساعدات الأميركية وتراجع الدعم الدولي.

وقال وفيق صالح الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات لـ"رويترز"، إن زعيم الحوثيين لجأ لهذه الاتهامات للهروب من الأزمات التي يعيشونها، مع تعقد الأوضاع الإنسانية والمعيشية في صنعاء والمدن المجاورة.

وتعتبر اليمن محور إحدى أكبر العمليات الإنسانية في العالم منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عشرة أعوام.

وحذرت منظمات إغاثة دولية ومحلية يوم الخميس من احتمال تفاقم أزمة الجوع في اليمن العام المقبل 2026 "مع استمرار النقص الحاد في التمويل خلال العام الجاري ما يهدد بانزلاق ملايين اليمنيين في أنحاء البلاد نحو مستويات عالية من الفقر والجوع".

أحدث الاخبار