تل بيب - PNN - ارتفعت حدة الضغوط على إسرائيل في الساحة الرياضية الدولية، مع تزايد الدعوات لتعليق عضويتها في الاتحادين الدولي (فيفا) والأوروبي (ويفا) لكرة القدم، على خلفية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، في بيان صدر اليوم الخميس، إن الوزير ميكي زوهر "يعمل في الأسابيع الأخيرة خلف الكواليس بكثافة، بالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس اتحاد كرة القدم شينو زوارتس، مع الجهات المهنية في عالم الرياضة.
وأشار البيان إلى أن تل أبيب تسعى إلى "وقف المسار الرامي إلى إقصاء إسرائيل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا)". وأكد البيان أن "الخطوة الصحيحة الآن هي العمل بمسؤولية مع الجهات المهنية وعدم الخروج بتصريحات، وهذا ما يفعله جميع المعنيين بهذه الجهود".
وتعود الخلفية إلى دعوة خبراء مستقلين من الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء الماضي، إلى تعليق عضوية إسرائيل في فيفا وويفا بسبب الإبادة الجماعية المستمرة، كما ورد في بيانهم، فيما شددوا على أن العقوبات يجب أن تستهدف الدولة لا اللاعبين.
وجاء في نص البيان: "يجب على الهيئات الرياضية ألا تغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان... يمكن، بل ينبغي، تعليق عضوية الفرق الوطنية التي تمثل دولا ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كما حدث في الماضي".
وكانت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة قد اتهمت، في 16 أيلول/ سبتمبر الجاري، إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، محملة حكومة نتنياهو مسؤولية مباشرة. وقالت رئيسة اللجنة، نافي بيلاي، إن "إبادة جماعية تحدث في غزة وتتواصل"، مشددة على أن التقرير يجب أن "يدفع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة" لاتخاذ خطوات عملية. وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أنه يرى "أدلة متزايدة" على وقوع إبادة.
وتزايدت الأصوات المطالبة بإقصاء إسرائيل من المحافل الرياضية الدولية. فقد دعا النجم الفرنسي السابق إريك كانتونا، من لندن، إلى تجميد مشاركة إسرائيل في البطولات، قائلا: "بعد أربعة أيام من بدء حربها في أوكرانيا، أوقف فيفا وويفا روسيا... لقد مر 716 يوما على ما وصفته منظمة العفو الدولية بالإبادة الجماعية، ولا يزال يُسمح لإسرائيل بالمشاركة. لماذا هذه المعايير المزدوجة؟".
كما انضم رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى هذه الدعوات، مقترحًا منع إسرائيل من المشاركة في البطولات الرياضية "طالما استمرت الوحشية في غزة"، وذلك عقب ختام طواف إسبانيا للدراجات (لا فويلتا).
ويعتقد خبراء الأمم المتحدة المستقلون أن الدول المضيفة للمنظمات الرياضية والدول المشاركة لا يجب أن "تلتزم الحياد في مواجهة الإبادة الجماعية"، مع التأكيد على أن "المقاطعة يجب أن تستهدف الدولة لا اللاعبين كأفراد".
إزاء ذلك، تكثف الحكومة الإسرائيلية جهودها الدبلوماسية والرياضية لتفادي العزلة، فيما تتواصل المطالبات الدولية بفرض مقاطعة شاملة على الفرق الإسرائيلية ومنعها من المنافسة حتى توقف حربها على غزة.
ورغم الضغوط، واصل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ونظيره الأوروبي "ويفا" التمسك بموقفهما الرافض لتعليق عضوية إسرائيل. وقالت صحيفة ليكيب الفرنسية إن "ويفا" نفى شائعات عن اجتماع طارئ بهذا الخصوص، مؤكدًا أن موعد اجتماع لجنته التنفيذية المقبل سيبقى في 3 كانون الأول/ ديسمبر، بينما جدد رئيسه ألكسندر تشيفرين رفضه معاقبة اللاعبين أو استبعاد المنتخبات.
أما "فيفا"، فلم يصدر موقفًا رسميًا، مكتفيًا بفرض إجراء مباريات الأندية الإسرائيلية خارج أرضها، في دول مثل صربيا والمجر. لكن مع ذلك، قالت الصحيفة إن ضغوطًا متزايدة بدأت تتسرب إلى أروقة الاتحاد، خصوصًا بعد تهديد المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الإسباني باتشي لوبيز بمقاطعة "لاروخا" لكأس العالم 2026 إذا شاركت إسرائيل.
وأخذت القضية أبعادًا شعبية أيضًا، حيث رفع مشجعو باوك اليوناني أعلام فلسطين في وجه فريق إسرائيلي خلال مباراة أوروبية في 24 أيلول/ سبتمبر الجاري. كما جاءت احتجاجات في مدريد عقب سباق "فويلتا" للدراجات الهوائية مطالبة باستبعاد فريق "إسرائيل برايمر تيك".