الفاتيكان / بيت لحم – PNN – دعا رئيس بلدية بيت لحم ماهر نيقولا قنواتي، خلال زيارة رسمية للفاتيكان، إلى وقف الحرب ودعم صمود الشعب الفلسطيني، محذراً من أن مدينته تواجه حصاراً واستيطاناً يهددان مستقبلها ووجودها الفلسطيني الأصيل.
قنواتي، الذي التقى البابا لاون الرابع عشر يوم الأربعاء، قدّم رسالة معاناة وأمل، موضحاً أن أول خطاب وجّهه بعد توليه رئاسة البلدية كان إلى قداسة البابا “إيماناً بأن صوت الكرسي الرسولي قادر على إحداث فرق”. وقال: “أهم ما نحتاجه اليوم هو أن نمنح شعبنا الأمل”.
وأوضح أن مساحة بيت لحم تقلصت من 37 كيلومتراً مربعاً إلى 7.3 كيلومترات فقط بفعل الجدار الفاصل والتوسع الاستيطاني، ما جعلها “مدينة محاصرة بالكامل” وأوقف نموها العمراني والاقتصادي. وأشار إلى أن الحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أدت إلى انهيار القطاعين السياحي والاقتصادي، حيث أغلقت الفنادق والمتاجر وارتفعت البطالة من 14% إلى 65%، فيما تعاني المدينة من أزمة مياه خانقة وأحياء تبقى بلا إمدادات لأكثر من 50 يوماً متواصلاً.
قنواتي لفت أيضاً إلى إغلاق جسر الملك حسين، معتبراً أن هذا الإجراء عزل أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني داخل الضفة الغربية، وترك عشرات الآلاف عالقين في الخارج غير قادرين على العودة، ما فاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية.
وأكد قنواتي أن وقف الحرب والاعتراف بدولة فلسطين يمثلان أولوية قصوى، مشدداً على ضرورة إبقاء بيت لحم مفتوحة أمام الحجاج والزوار من مختلف أنحاء العالم. كما دعا البابا إلى زيارة غزة وبيت لحم لإيصال رسالة دعم للفلسطينيين، وطالب بمساندة المؤسسات المحلية من جامعات ومستشفيات ومدارس باعتبارها ركائز صمود حيوية.
وقدم قنواتي للبابا هدية رمزية هي نموذج عن كنيسة المهد يحتوي قطعة من خشبها الأصلي، إلى جانب رسالتين خطيتين تطالبان بوقف الحرب وحماية مكانة بيت لحم كوجهة دينية عالمية. وقال في ختام اللقاء: “الأرض المقدسة بلا الحجارة الحية ليست سوى متحف، وما نحتاجه هو التضامن والأمل للحفاظ على الوجود الفلسطيني الأصيل”.