توصلت باكستان وأفغانستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بينهما بشكل فوري؛ بحسب ما أعلنت قطر التي توسطت بينهما واستضافت محادثات بين البلدين في عاصمتها الدوحة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقالت وزارة الخارجية القطرية، إن "باكستان وأفغانستان اتفقتا خلال جولة مفاوضات بالدوحة على وقف فوري لإطلاق النار، وتوافقتا على عقد اجتماعات متابعة لضمان استدامة وقف إطلاق النار".
وذكرت أن "قطر تتطلع إلى أن تشكل هذه الخطوة أساسا متينا للسلام المستدام في المنطقة".
وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان بوقت سابق السبت، أن "المحادثات ستركز على اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء الإرهاب العابر للحدود ضد باكستان، والمنطلق من أفغانستان، وإرساء السلام والاستقرار على امتداد الحدود الباكستانية الأفغانية".
واتهمت كابول اسلام أباد الجمعة بخرق الهدنة بعد ضربات أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل، بينهم طفلان وثلاثة لاعبي كريكت، في ولاية باكتيكا الواقعة شرق البلاد.
من جهتها، أفادت مصادر أمنية باكستانية بأنّ الضربات استهدفت جماعة مسلحة مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية في المناطق الحدودية الأفغانية، عقب هجوم أسفر عن مقتل عسكريين باكستانيين في شمال وزيرستان، المنطقة الواقعة في شمال غرب باكستان.
وسبقت ذلك هدنة وضعت حدا لاشتباكات حدودية استمرت أسبوعين وأودت بالعشرات من جنود ومدنيين من الجانبين.
وذكرت مصادر أمنية باكستانية الجمعة، أن إسلام أباد نفّذت "ضربات جوية دقيقة" على الأراضي الأفغانية ضد جماعة "إرهابية" متهمة بالمسؤولية عن هجوم وقع في وقت سابق من اليوم نفسه.
وقال مسؤول كبير في طالبان طالبا عدم كشف هويته "خرقت باكستان وقف إطلاق النار وقصفت ثلاثة مواقع في ولاية باكتيكا" في شرق البلاد مضيفا "أفغانستان سترد".
لكن المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد قال السبت، إن كابول رغم أن لها "الحق في الرد على هذه الانتهاكات"، أصدرت أوامر لقواتها بالامتناع عن شن عمليات عسكرية جديدة "من أجل الحفاظ على كرامة وتماسك فريقها التفاوضي".
وكان البلدان قد توصلا الأربعاء إلى هدنة بعد اشتباكات دامية استمرّت أياما، قبل أن يتجدد التوتر الجمعة.
عندما بدأت الهدنة الأربعاء قالت إسلام آباد إنها ستستمر 48 ساعة، لكن كابول قالت إن وقف إطلاق النار سيظل ساريا حتى تنتهكه باكستان.
وصرح المتحدث باسم حكومة طالبان بأن القوات الأفغانية تلقت أوامر بعدم الهجوم إلا إذا أطلقت القوات الباكستانية النار أولا.
واستمرت الهدنة يومين بعد اشتباكات امتدت إلى كابول التي شهدت انفجارات أسفرت عن مقتل العشرات. ومنذ الغارات الباكستانية مساء الجمعة، عاد الهدوء إلى الحدود.
وتُشكّل القضايا الأمنية جوهر التوترات، إذ تتهم باكستان أفغانستان بإيواء جماعات مسلحة بقيادة حركة طالبان الباكستانية على أراضيها، وهو ما تنفيه كابول.
واندلعت أعمال العنف على جانبي الحدود في 11 تشرين الأول/أكتوبر بعد أيام من انفجارات هزت العاصمة الأفغانية كابول، بالتزامن مع زيارة غير مسبوقة لوزير خارجية أفغانستان إلى الهند، خصم باكستان اللدود.
وردت قوات طالبان الأفغانية بشن هجوم قرب الحدود الجنوبية مع باكستان، توعدت على إثره إسلام آباد برد قوي.
اقرأ/ي أيضًا | حكومة طالبان تؤكد محادثات مع باكستان في قطر