انقسام حكومي إسرائيلي قبل تصويت حاسم على اتفاق ترامب لإنهاء حرب غزة وتبادل الأسرى

الداخل المحتل /PNN- تسود حالة من الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية قبيل جلسة التصويت الحاسمة على المرحلة الأولى من اتفاق الأسرى وإنهاء الحرب على قطاع غزة، الذي أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التوصل إليه، الليلة الماضية.

ورغم وجود أغلبية واضحة داخل الائتلاف الحاكم تؤيد الاتفاق، فإنّ وزراء من حزبي "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت" أعلنوا نيتهم التصويت ضدّه خلال جلسة الحكومة المقررة مساء الخميس، بعد ساعة من اجتماع الكابينيت.

يأتي ذلك في وقت امتنع فيه الوزيران بتسلئيل سموتريتش إيتمار بن غفير عن إبداء مواقف علنية منذ إعلان الاتفاق، فيما توقّعت تقديرات سياسية أن يعارضا الاتفاق بسبب شموله إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

وقالت وزيرة الاستيطان والمهمات القومية الإسرائيلية، أوريت ستروك، من "الصهيونية الدينية" في تصريح صحافي: "أرى في الاتفاق إنجازًا جزئيًا. أن نعيد جميع الأسرى الأحياء ونحن لا نزال داخل قطاع غزة، فهذا مكسب مهم".

وأضافت "كما أن التوافق الدولي على ضرورة نزع سلاح غزة تطور ذو أهمية كبيرة". واعتبرت أن حزبها ساهم في ما وصفته بـ"الإنجازات" التي نصت عليها خطة ترامب، من خلال المواقف الذي اتخذه منذ بدء الحرب على القطاع.

وقالت "نحن من دفعنا باتجاه السيطرة على (محور "صلاح الدين") فيلادلفيا واجتياح رفح، ونحن من أدرجنا في قرار الكابينيت في كانون الثاني/ يناير أنه لا صفقة جزئية، وأنه يجب القضاء على قادة حماس في الخارج".

وتابعت "دخول غزة كان أحد أهم المحفزات للتوصل إلى الاتفاق، وأصررنا على المضي فيه دون توقف من أجل صفقة". لكنّ ستروك هاجمت بشدة بنودًا أخرى في الاتفاق، ووصفت الخطة بأنها "أوسلو ج".

واعتبرت أن "الاتفاق يتنازل عن أجزاء من أرض إسرائيل، لأن غزة هي جزء من أرض إسرائيل. أنا خائبة الأمل لأن بنيامين نتنياهو لم يوضح هذا لترامب. هذا ليس فقط من الناحية الدينية بل أيضًا وفق القانون الذي سنّه بن غوريون".

وأضافت: "اتفاق أوسلو في جوهره يعني نقل الأمن إلى أيدٍ أجنبية، وإذا كان يتسحاق رابين لم يدرك فشل ذلك في حينه، فإن تكراره بعد ثلاثين عامًا شهادة فشل أخلاقي وسياسي. هذه الخطة لا تضمن القضاء على حماس، بل تسمح لها بالاحتفاظ بسلاحها إن أرادت".

وتابعت "بعض بنود الاتفاق تتناقض تمامًا مع شروط الكابينيت، وهذا تخلٍّ عن أهداف الحرب. لا أستطيع أن أنظر في أعين الجنود الذين لم يعودوا بعد وأقول لهم: تراجعنا عن الأهداف. خط الانسحاب تغيّر بشكل مقلق، وإذا استمر هذا الاتجاه فسيكون فشلًا ذريعًا".

وادعت أنّ الصفقة لا تضمن عودة جميع جثث الأسرى، مضيفة: "الاتفاق ينص بوضوح على أنه لن يُفرج عن الأسرى الفلسطينيين إلا بعد استعادة جميع الأسرى الأحياء والجثث، لكن في الوقت الحالي هذا غير واضح".

وأضافت "كيف يمكن البقاء في حكومة تقوم بـ‘أوسلو ج‘ وتقول في الوقت نفسه إنها لم تتخلَّ عن أهدافها؟". في المقابل، أوضح مسؤولون من "الصهيونية الدينية" و"القوة اليهودية" أن دعمهم لبقاء الحكومة مرهون بنتائج التنفيذ.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في تيار الصهيونية الدينية قولهم: "نحن نتألم من إطلاق سراح من تلطخت أيديهم بالدماء، لكن طالما أُعيد جميع الأسرى، وانتهى حكم حماس، فلن ننسحب من الائتلاف".

وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن نتنياهو عرض الاتفاق على الوزراء كصفقة منجزة وكاملة، بخلاف ما كان جرى في الماضي من عرض التفاصيل مسبقًا للنقاش. أي دون إشراك سموتريتش أو بن غفير في صياغتها، ما حدّ من قدرتهم على المناورة السياسية.

لكن خلال الأيام الأخيرة، أجرى نتنياهو محادثات متعددة معهما، مؤكدًا أن الأمن الإسرائيلي لن يُمس، وأنّ حماس لن تعود لتهديد مستوطنات الجنوب وغلاف غزة.

وفي ما يتعلق بموعد تنفيذ الصفقة وإطلاق الأسرى الأحياء، فما زال قيد التنسيق، إذ أفادت تقديرات إسرائيلية بأن العملية قد تتم يوم السبت أو الأحد، بينما قال ترامب إن ذلك سيكون الإثنين، "دفعة واحدة ودون مراسم علنية".

وفيما يتعلق بجثامين الأسرى القتلى، التزمت حماس بإعادة من تعرف مواقعهم بدقة، مع الإشارة إلى أن تسعة جثث لا يزال مصيرها مجهولًا.

أحدث الاخبار