اختتمت جمعيّة الثقافة العربيّة، بالشراكة مع قسم المعارف في مجلس جسر الزرقاء ومشروع "تشكيل"، يوم أمس، مسابقة القصّة القصيرة لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية في البلدة، بحضور الطلاب المشاركين والفائزين وذويهم، إلى جانب الهيئة التدريسية للمدارس المشاركة.
وانطلقت المسابقة نهاية العام الماضي، بهدف تشجيع الكتابة الإبداعية والأدبية في أوساط الطلبة، وتسليط الضوء على المواهب وتطويرها، وتعزيز مكانة اللغة العربية وحضورها بين الشباب. وقد أشرفت الكاتبة والمدرّبة نورا صالح على تدريب الطلاب في سلسلة لقاءات مكنتهم من صياغة نصوصهم وتحويلها إلى كتاب يضم القصص الفائزة والمميزة.
افتتح اللقاء السيد علي عمّاش، مدير قسم المعارف، الذي قال: "فخور جدًا بطلابنا الأعزاء وبالنصوص التي قدّموها، وبمشاركة الأهالي التي عكست دعم المجتمع لأبنائه، وفخور بمدارسنا عامة وبالهيئة التدريسية لمدرسة السلام بشكل خاص. هذه الأمسية هي نتيجة تعاون مهني ومثمر من جهات عدة، كلّ في موقعه ودعمه، لكي نصقل مواهب طلاب بلدتنا ونواصل مسيرة دعم العلم والثقافة". وأضاف: "المسابقة تعزّز قدرات طلابنا في اللغة العربية، وتزيد وعيهم بأهمية المطالعة والقراءة، وهذا ما نعمل عليه في مدارسنا".
وفي كلمة له، شدّد مدير جمعيّة الثقافة العربيّة مصطفى ريناوي على أن "الكتابة بما تحفزه من خيال وإنتاج للأفكار، وأحيانًا محاولة لفهم التحديات وتخيّل حلولها، هي فعل مركزي قدّم للبشرية الكثير. وفي واقعنا تمثل الكتابة طريقًا للوعي الفردي والجماعي، ومساحة للتفكير وبناء شخصية متجددة. مسابقة القصة القصيرة في جسر الزرقاء نموذج للعمل المحلي المهني الذي نطمح إليه، أن نمنح أبناءنا أدوات للتعبير ونفتح أمامهم فضاءات للإبداع".
أما مركّزة المشروع دارين عموري فقالت: "عملنا منذ انطلاق المسابقة على أن تكون أكثر من مجرد منافسة، بل مساحة حقيقية يعبّر فيها الطلاب عن ذواتهم ويكتشفون قدراتهم. واليوم نستطيع القول إنّ البرنامج حقق أهدافه وأكثر". وبدورها، عبّرت مركّزة المشروع هبة نجّار عن فخرها بالمستوى الذي أظهره الطلاب، مؤكدة أن التجربة وُسمت "بالفخر والمكسب".
وفي ختام الأمسية، أُعلن عن فوز ست قصص من مدرستي السلام والمنارة، بعد مراحل تحكيم دقيقة:
علي حلو – الرحلة إلى المجهول
أيهم أبو حامد – فارس الجليد
بدران عمّاش – من التجاعيد وُلد النور
مريم فاروق عمّاش – ياسمين وصوت الطابور العائد
منى جربان – مملكة الوقت العكسي
نعيمة عمّاش – لا عودة إلى ما كنت بل إلى من أنا
وأوضحت الكاتبة نورا صالح، عضو لجنة التحكيم، أنّ "المختلف في تجربة جسر الزرقاء أنّ التّحكيم لم يكن جافًّا أو بعيدًا، بل رافقه لقاء إرشاد ونقاش في المكتبة العامة، ما أتاح للمشاركين آفاقًا جديدة في الكتابة". وأضافت: "كان من المهم أن يعرف الطلاب أنّ الكتابة ليست أمرًا عشوائيًا، بل لها قواعد دقيقة، وحبكة ومسار تطور واضح ومقنع للقارئ".
وفي ختام الحفل، جدّدت جمعيّة الثقافة العربيّة شكرها لجميع الشركاء: المجلس المحلي، المدارس، مشروع "تشكيل"، والطواقم التدريسية والأهالي، مؤكدة التزامها بمواصلة رعاية المواهب وصقل طاقات الشباب الفلسطيني، إيمانًا بأنّ الأدب والكتابة سيبقيان منارات للوعي والانتماء والإبداع.