تقرير: نظام الأسد نقل سرا مقبرة جماعية للتستر على جرائمه في سورية

نفذت الحكومة في عهد رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد على مدى عامين، عملية سرية لنقل آلاف الجثث من إحدى كبريات المقابر الجماعية المعروفة في سورية إلى موقع سري يبعد أكثر من ساعة بالسيارة في الصحراء النائية؛ بحسب تحقيق أجرته وكالة "رويترز".

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

ولم يُعلن سابقا عن قيام الجيش في عهد نظام الأسد بحفر المقبرة الجماعية في القطيفة وحفر ثانية ضخمة في الصحراء خارج بلدة الضمير.

ومن أجل الكشف عن موقع مقبرة الضمير والحصول على تفاصيل موسعة، تحدثت "رويترز" إلى 13 شخصا على دراية مباشرة بالعملية التي استمرت عامين لنقل الجثث وراجعت وثائق أعدها مسؤولون معنيون وحللت المئات من صور الأقمار الاصطناعية المأخوذة على مدى سنوات عدة لموقعي المقبرتين.

وأُطلق على عملية نقل الجثث من القطيفة إلى موقع آخر سري على بُعد عشرات الكيلومترات اسم "عملية نقل الأتربة"، واستمرت من 2019 حتى 2021. وقال الشهود إن الهدف من العملية كان التستر على جرائم حكومة الأسد والمساعدة في تحسين صورتها.

وأبلغت "رويترز" الحكومة السورية الحالية بنتائج هذا التحقيق الثلاثاء. ولم ترد الحكومة بعد على أسئلة عن هذا التقرير.

ولم تفصح الوكالة في تحقيقها عن موقع المقبرة الدقيق، لتقليل احتمال عبث المتسللين بها. على أن تصدر قريبا تقريرا خاصا يشرح بالتفصيل كيفية تنفيذ حكومة الأسد العملية السرية وكيف كشف الصحافيون عنها.

كما اكتشفت أن المقبرة الجماعية الواقعة في صحراء الضمير تضم ما لا يقل عن 34 خندقا بطول كيلومترين لتكون من أوسع المقابر التي حُفرت خلال النزاع السوري. وتشير روايات الشهود وأبعاد الموقع الجديد إلى احتمال دفن عشرات الآلاف من الأشخاص هناك.

وبدأت حكومة الأسد دفن الموتى بالقطيفة في 2012 تقريبا، في بدايات النزاع. وقال الشهود إن المقبرة الجماعية ضمت جثث جنود وسجناء لقوا حتفهم في سجون الأسد ومستشفياته العسكرية.

ونشر ناشط سوري في مجال حقوق الإنسان صورا لوسائل إعلام محلية عام 2014 كشفت عن وجود مقبرة القطيفة وموقعها العام على مشارف دمشق. وقد تحدد موقعها الدقيق بعد بضع سنوات من خلال شهادات في المحاكم وتقارير إعلامية أخرى.

وقال شهود شاركوا في العملية، إنه في الفترة من شباط/ فبراير 2019 إلى نيسان/ أبريل 2012، كانت تتحرك من القطيفة إلى موقع الضمير في الصحراء من ست إلى ثماني شاحنات محملة بالتراب والرفات البشري وذلك على مدار أربع ليال تقريبا كل أسبوع.