
يتمنى هاني أبو عمر العودة إلى دياره في قطاع غزة "ولو لنصب خيمة أمام باب" منزله المدمر، لكن هذا النازح مُجبر كآلاف غيره على البقاء في خيمة بعيدا عن منزله.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
يقع منزله وراء "الخط الأصفر" الذي يُحدد المنطقة التي تمركز فيها الجيش الإسرائيلي منذ وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر. ويمتد هذا الخط من الشمال إلى الجنوب، مرورا بعدة بلدات وتجمعات سكنية.
وأفاد السكان بأنهم لا يعرفون بوضوح الحدود الدقيقة للخط الأصفر الذي بدأ الجيش الاسرائيلي بترسيمه من خلال وضع كتل خرسانية صفراء.

وقال الأربعيني هاني أبو عمر بحسرة "خاطر شباب من عائلتنا بحياتهم، ذهبوا لتفقد الدمار في منطقتنا وأخبرونا أن منزلي دُمر. طوال حياتي، عملت وكسبت عيشي، وبذلت كل ما في وسعي لبناء منزل".
ورغم الأوضاع قال "أتمنى لو أستطيع العودة إلى بيت لاهيا"، لأن "العيش هنا في الخيام لا يُطاق". وأضاف "نعاني أمراضا جلدية ونقصا في المياه".
يقيم أبو عمر مع عائلته في واحدة من عشرات الخيام البلاستيكية البيضاء المصطفة في منطقة الزوايدة قرب دير البلح في وسط القطاع.

وعُلقت بعض البطانيات أمام مدخل خيمة العائلة لتوفير بعض الخصوصية.
ويُطهى الطعام في أوان موضوعة على الرمل، إلى جانب ركوة قهوة وفناجين يشرب منها أطفاله وهم جالسون على الأرض.
وعلى مقربة من صف الخيام الممتد مئات الأمتار، تخبز امرأة في فرن مصنوع من كتل خرسانية.
مخيمات مؤقتة
عاد مئات آلاف الفلسطينيين النازحين بسبب القصف إلى شمال غزة منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، وجهد معظمهم للعثور على منازلهم وسط الأنقاض بسبب حرب الإبادة التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وفي أماكن أخرى، لا يستطيع آلاف آخرون العودة إلى منازلهم، فيما يدعو الجيش الإسرائيلي باستمرار إلى "عدم الاقتراب من القوات المنتشرة في المنطقة".
يقيم 10% فقط من النازحين داخليا في قطاع غزة في مبان تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" وقد حُوّلت إلى مخيمات مؤقتة.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان الخميس نقلا عن تجمع الجهات الفاعلة إنسانيا العاملة في مجال الإيواء في غزة، بأن معظم النازحين ما زالوا "في مواقع مكتظة وعشوائية، أُنشئ كثير منها بشكل عفوي في مناطق مفتوحة أو خطرة".

من جانبه، حض الدفاع المدني في قطاع غزة النازحين الجمعة على "تحصين خيامهم والتأكد من تثبيتها جيدا، وتدعيم الحبال والأوتاد، لا سيما تلك القريبة من شاطئ البحر"، وتجنب اللجوء إلى مبان تعرضت للقصف أو مهددة بالانهيار.
كما دعا النازحين إلى "وضع أغطية بلاستيكية (نايلون) فوق خيامهم لمنع تسرب مياه الأمطار داخلها"، و"إنشاء قنوات حول الخيام لتصريف المياه وتجنب تدفقها".
وقالت سناء جهاد أبو عمر "الخيام لا تحمينا من البرد ولا من الحر". وأضافت "تخيّلوا خيمة لثمانية أشخاص".

وفي ظل وقف إطلاق النار، تُوزّع أكثر من مليون وجبة ساخنة يوميا في القطاع، بحسب ما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الجمعة.
وفي الشمال، استأنفت ستة مخابز تدعمها الأمم المتحدة صنع الخبز، وخلال اليومين الماضيين، تم توزيع نحو 600 ألف حفاض للأطفال، و11 ألف وعاء للماء، و5,800 رزمة من مستلزمات النظافة المنزلية على النازحين.
وقالت سناء جهاد أبو عمر "صحيح أن بعض البضائع دخلت، وأن بعض البضائع انخفضت أسعارها حتى، لكن رغم ذلك لا نملك المال لشراء أي شيء".
وأضافت "لا عمل ولا دخل، فكيف نشتري؟".
اقرأ/ي أيضًا | نحو 288 ألف أسرة بلا مأوى في قطاع غزة