غوتيريش: لا تفسير عندي لمستوى اللامبالاة والتقاعس من المجتمع الدولي لما يجري في غزة

: في كلمة مسجلة ألقاها في اللقاء السنوي العالمي لمنظمة العفو الدولية»، ركز الأمين العام للأمم المتحدة على الدور الذي لعبته وتلعبه المنظمة في الدفاع عن حقوق الإنسان منذ تأسيسها عام 1960. وقال إن منظمة العفو الدولية منذ إنشائها ظلت في طليعة النضال العالمي من أجل حقوق الإنسان – بشجاعة، وثبات على المبادئ لا تلين. وأضاف: «لقد ناضَلَت من أجل تحرير سجناء الرأي حول العالم، وساهمتْ في إنشاء عدد من المؤسسات الدولية وإبرام عدد من المعاهدات – بما في ذلك اتفاقية مناهضة التعذيب، ودافعت عن كامل حقوق الإنسان – المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وحققت انتصاراتٍ تاريخية من أجل العدالة – وحصلت على جائزة نوبل للسلام. لكن لا شيء يبرر انفجار الموت والدمار منذ ذلك الحين. لقد تجاوز حجم ونطاق هذا الوضع كل ما شهدناه في الآونة الأخيرة من السودان إلى أوكرانيا وخاصة في غزة».
وقال الأمين العام في كلمته حول الأوضاع في غزة إنه لا يستطيع «تفسير مستوى اللامبالاة والتقاعس الذي نراه لدى الكثيرين في المجتمع الدولي. إنه انعدام الرحمة. انعدام الحقيقة. انعدام الإنسانية».
وتابع غوتيريش قائلا إن موظفي الأمم المتحدة الأبطال ما زالوا يمارسون خدمتهم في ظروف لا يمكن تصورها. «كثيرون منهم في حالة إرهاق شديد لدرجة أنهم يعلنون إنهم لا يشعرون بأنهم أموات ولا أحياء. يتحدث الأطفال عن رغبتهم في الذهاب إلى الجنة، لأنهم على الأقل، كما يقولون، سيجدون هناك طعاما. إننا نجري مكالمات فيديو مع موظفينا الإنسانيين الذين يتضورون جوعًا أمام أعيننا. هذه ليست مجرد أزمة إنسانية. إنها أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي».
وأكد الأمين العام أنه سيواصل رفع الصوت في كل فرصة. «لكن الكلمات لا تُطعم الأطفال الجائعين.»
وتابع غوتيريش مشيرا إلى أن الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للاستفادة القصوى من وقف إطلاق النار لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير في جميع أنحاء قطاع غزة، كما فعلت بنجاح خلال فترة الهدنة السابقة. خططنا جاهزة، وقد أُنجزت. وقال: «نعرف ما يصلح وما لا يصلح. منذ 27 مايو/ أيار، سجّلت الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء. دعوني أكرر: ألف شخص – لم يُقتلوا في القتال، بل في حالة يأس – بينما يتضور جميع السكان جوعا. نحن بحاجة إلى عمل. إلى قف فوري ودائم لإطلاق النار. وإطلاق سراح جميع الرهائن فورا ودون قيد أو شرط. ووصول مساعدات إنسانية فورا ودون عوائق، وخطوات عاجلة وملموسة لا رجعة فيها نحو حل الدولتين».
وتابع الأمين العام كلمته مشيرا إلى أن العالم يمر الآن في معركة عالمية من أجل الكرامة الإنسانية. من أجل حقوق الإنسان. من أجل العدالة. من أجل النظام المتعدد الأطراف.
وأكد غوتيريش أن «منظمة العفو الدولية» لا غنى عنها في هذه المعركة. لذا، «رسالتي الأساسية إليكم اليوم هي: العالم بحاجة إليكم أكثر من أي وقت مضى. نحن بحاجة إلى شجاعتكم، وإبداعكم، ووضوحكم. نحن بحاجة إلى تحركاتكم – المتجذرة في المجتمعات، والنابعة من القاعدة – لتوضيح أن القادة لا يمكنهم غض الطرف عن التزاماتهم. نعم، نحن بحاجة إلى ما أسميتموه «إثارة الشغب». ذلك النوع الذي يتحدى الرضا عن الذات والتقاعس. يكشف الظلم. يُحدث تغييرًا دائمًا. لأنني، وأنا أتأمل المشهد العالمي، أرى الكثير من القادة الذين يعتبرون حقوق الإنسان هي المشكلة. نحن نعلم أن حقوق الإنسان هي الحل. إنها أساس السلام. إنها محرك التقدم. وهي الطريق للخروج من الصراع والفوضى إلى الأمن والأمل».

أحدث الاخبار